لعزري أعمر، المدعو سي أعمر أوعبّو، ابن محمد ودكال شابحة، من مواليد 2 أبريل 1918، بقرية بوسماحل (الأربعاء ناث إراثن)، ولاية تيزي وزو. توفي أبوه وهو في سن السابعة، تكفل به عمّه لعزري علي، المدعو علي أوعبّو. عاش سي أعمر في وسط عائلة تستمد قوتها من الفلاحة، فاشتغل فلاحا وأعان عائلته.

في 1936 هاجر إلى فرنسا،ثم انخرط في حزب الشعب الجزائري في سنة 1937. و في 1939 جنّد في صفوف الجيش الفرنسي، أين التقى محمدي سعيد، حيث خططا سويا للفرار والالتحاق بالجيش الألماني. هناك استأجرا طائرة ألمانية لتعبئتها بالأسلحة والذخيرة، لسوء الحظ هذه المهمة لم تبلغ نهايتها. بوصولهم إلى الحدود الجزائرية التونسية، أدرك قائد الطائرة بأنه ملاحق من طرف طائرات من الجيش الإنجليزي الذي أجبرهم على الهبوط، أمام خطورة الموقف، وتحت الخطر المعرضون له، لم يكن لقائد الطائرة أي خيار. اقترح عليهم النزول لتفادي ملاقاتهم مع العدو، الشيء الذي تم القيام به فعلا،وبذلك اختفى الجميع في سهل تبسة، أين خبأوا جميع الأسلحة تحت الأرض. و ألقى عليهم القبض بعد أن تعرضوا للوشاية، وتلقوا مختلف أنواع التعذيب والاستنطاق وذلك لمدة شهرين، ونقلوا إثرها إلى سجن عنابة ثم قسنطينة أين حكم عليهم بعشر سنوات سجن.ثم أطلق سراح لعزري أعمر سنة 1949، ويعود إلى مسقط رأسه، أين بدأ نشاطه السياسي من جديد.
نظرا لتجربته ونضاله، عين في 1955 مسؤولا على قسم الأربعاء ناث إيراثن، حيث قام رفقة الشهيدين جوادي عبد الرحمان وخواص أحسن، بأول عملية تخريبية ضد المستعمر، والتي هدفت إلى عرقلة مشروع شق الطريق الرابط، بين ثلا عمارة والأربعاء ناث إيراثن.
في 20 أوت 1956، كان من المسؤولين المكلّفين، بالسهر على تأمين انعقاد مؤتمر الصومام. بعد مؤتمر الصومام ،عين الشهيد سي أعمر على رأس الناحية الأولى، (الأربعاء ناث إيراثن) في المنطقة الثالثة برتبة ضابط أول، وفي 1957 إلتحق بمجلس المنطقة الثالثة للولاية الثالثة .
و من بين المعارك والوقائع التي شارك فيها سي أعمر:
- جانفي 1956 كمين في صور أورومي في قرية عدني بلدية إيرجن.
- فيفري 1956 كمين قرب قرية تاغنيمث في أزمور أواقنون.
- مارس 1956 كمين بقرية ويلال على مدخل قرية عزوزة.
- أفريل 1956 كمين إشريضن أقمون إيزم بين الأربعاء ناث إيراثن وعين الحمام.
قاد اشتباك في ديسمبر 1957 بأرجن أين اشتبكت مجموعة من المجاهدين بقيادة سي أعمر ، مع قوات من العدو ، قادمة من الأربعاء ناث إيراثن. وسقط اثرها سي أعمر في ميدان الشرف رفقة أربعة مجاهدين.