من مواليد الأربعاء ناث اراثن – تيزي وزو -، .27/12/1912 بقرية ايت فراح ابن ارزقي بن قاسي وحسين يمينة، وعمره 6 سنوات، يلتحق بالمدرسة الابتدائية بايت اعطلي لغية 1927، حين بلغ سن 16 سنة هاجر إلى فرنسا اين يتواجد والده عام 1928 لمتابعة التعلم، للعلم ان الوالد كان ضمن المناضلين الفعالين بنجم شمال افريقيا، عام 1930 يعود الى مسقط رأسه، والعام الذي يليه يهاجر الى تونس اين يشتغل عند احد اقاربه كمحاسب، يعود الى الاربعاء ناث اراثن بعد ان قضى قرابة سنتين بتونس، ليجند اجباريا في صفوف جيش الاستعمار في 1933، ويبعث الى مدينتي القليعة ومليانة للتدرب العسكرى، ما أكسبه دراية عالية في السلاح مما شجع العدو بعد نهاية الخدمة الى محاولة ضمه نهائيا في صفوف الجيش بصفة مدرب على السلاح، يرفض سي سعيد طلب فرنسا ويعود الى قريته، ولم يفوت أي فرصة بالتنديد بالعدو اثناء اجتماعات اهالي القرية، في الاعياد والمواسم الدينية ملحا في لقاءاته " السلاح هو الحل الوحيد للتحرر من الاستعمار " , في عام 1936 يعود الى فرنسا اين ينظم لنجم شمال افريقيا ، وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، جند اجباريا في الجيش الفرنسي وعين مدربا على رأس فصيلتين بتيزي وزو وحين انهزمت فرنسا امام الرايش الثالث عام 1940 ودخول القوات الالمانية باريس ، حدث شرخا في السياسة الفرنسية، اذ انشأت حكومة مؤقتة في بريطانيا وعلى رأسها الجنرال ديغول ،اما حكومة فيشي فكانت موالية لأدولف هتلر ، والتي امرت بتسريح المجندين ، ليستفيد محمدي السعيد ويعود الى قريته .
ويكون من السباقين المنادين باستغلال انهزام فرنسا امام الالمان وحمل السلاح ضده ، - كالفعلة التي قام بها الباش اغا المقراني عام 1871 حين انهزمت فرنسا امام بسمارك – وحمل السلاح ضدها - .
تم توقيفه من طرف السلطات الاستعمارية واستجوابه .
في عام 1941 يعود مرة أخرى إلى فرنسا نية منه لتنفيذ المقولة عدو العدو ... صديق، وهناك بفرنسا ينظم للجيش الألماني في فرقة المظليين بباريس كونه مدرب قديم بالجيش.
كان محمدي يحب كلمات " نحن جند الجزائر " حين يتم إسقاطهم كمضلين من على طائرات رفقة جزائريين اتخذوا من الألمان أصدقاء داخل وحدات اللفيف العرب في الجيش الألماني .
في نفس السنة واقل من شهرين من انضمامه للرايش ، يرقي سي سعيد إلى رتبة ضابط مرشح ، ويرسل الى البلقان ضد اليوغسلاف واليونانيين ،يفكر كثيرا ويطلب ملاقات اركان القيادة الالمانية متخذا من شمال افريقيا وجهة استراتيجية لفائدة الالمان في فتح جبهة ضد الحلفاء ، الشيء الذي لفت انتباه الالمان في حنكة الرجل متخذين منه حليفا خاصة وهو جزائري ، لتصدر الأوامر في تنظيم مهمة استطلاعية واستخباراتية يكون محمدي السعيد رفقة 12 من اعوانه قائدا لها ، ليرقى للتو الى رتبة ملازم مع ترك الحرية في اختيار مكان انزاله ، يقبل محمدي ويختار جرجرة في المكان المسمى تازاغارث ناث صدقة بالقرب من واسيف ، ويبدأ التنظيم للمهمة .
داخل المخطط العام لجيوش الحلفاء ،وفي عرض شامل لاستراتيجية الحرب العالمية الثانية ،حدثت حوادث ادت الى انقلاب العديد من المخططات من ضمنها نذكر ؛
- الحلف الثلاثي الذي جمع كل من المانيا ايطاليا واليابان كان يرمي الي المطالبة بمناطق نفوذ استعمارية او على الأقل استرجاع تلك المناطق التي حرمت منها ابان مؤتمر الصلح لعام 1919 . فألمانيا كانت ترمي الى اعادة مستعمراتها في افريقيا ، مناطق الفحم في الألزاس والورين وكسر القيد العسكري المحدد في 50 الف مقاتل ، كذالك كان الحال لإيطاليا ومستعمراتها في افريقيا ، كما كان الحال لليابان ومستعمراتها في منشوريا وجنوب الصين وبعض جزر التي تهيمن عليا الاتحاد السوفياتي منذ 1905 .
في الحرب العالمية الثانية ، انظم الى الجيش الألماني ، حوكم بعشرة سنوات سجن 1942-1952 ، التحق بثورة التحرير ليصبح نائبا لكريم بلقاسم بمنطقة القبائل ، حضر مؤتمر الصومام 1956 ، ناثي عقيد قائد الولاية الثالثة خلفا لكريم بلقاسم ، استدعي الى تونس في صائفة 1957 ليكلف بقيادة الكوم الشرقي « COM. Est » في أول اكتوبر 1958 عين قائدا للأركان الجيش في الحكومة المؤقتة ، ثم وزير دولة في التشكيلة الثانية للحكومة لغاية الاستقلال , يعد اول وزير للمجاهدين للجمهورية الجزائرية المستقلة .
وفته المنية يوم 6 ديسمبر 1994 .رحمة الله على العقيد