ولد الشهــــــيد عبد الرحمان كرزازي في 19 ماي 1931، ابن ميلود وعثمان دراوية، بقرية فلاحية بمولاي إدريس عرش بن وارسوس دائرة الرمشي ولاية تلمسان. نشأ في أسرة مكونة من عشرة إخوة (05 إناث، و 05 ذكور)، تعتمد في عيشها على الفلاحة. عرف منذ صغره الحرمان وصعوبة الحياة من خلال المدرسة الفرنسية، حيث لم تسمح له ظروفه المعيشية بسبب الاستعمار من الاستمرار في التعلم كما كان يتمنى. وفي سنة 1951 بلغ عبد الرحمان الـعشرين سنة، فاستدعي لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية. ليهاجر العام 1953 إلى فرنسا، بحثا عن لقمة العيش، حيث التقى بالمناضلين المنتمين لحركة لانتصار للحريات الديمقراطية MTLD.

وحين اندلعت ثورة نوفمبر سنة 1954، قرر عبد الرحمان كرزازي العودة إلى الوطن والانضمام إلى صفوفها سنة 1955 بصفة جندي بناحية "وارسوس"، ضمن أول فوج لجيش التحرير الوطني، والمتمثلة مهمته في: تدمير منشآت العدو ونصب الكمائن والإغارة على المواقع العسكرية الفرنسية، مثلما حدث في ندررومة العام 1956، والسعي المتواصل للحصول على الأسلحة التي كانت الثورة في أمس الحاجة إليها، علاوة على توعية المواطنين وتعريفهم بواجباتهم الثورية ودفعهم للانضمام للثورة. ومن المناضلين المخلصين الأوائل الذين التقاهم الشهيد، نجد كلا من الجبلي وأبو الحسن .
 كما أسهم البطل رفقة مجموعة من رفاقه إلى استقبال الباخرة "دينا" القادمة من مصر الشقيقة، محملة بالسلاح والذخيرة. لكن وفي طريق العودة، وقع اشتباك بين المجاهدين والجنود الفرنسيين، فأبدى قائد هذه المعركة حنكة وبراعة في التسيير والقيادة، مما جعله يحظى بتقدير مسؤوليه في قيادة الناحية الرابعة، فرقي سنة 1958 إلى عضو قيادة المنطقة الرابعة برتبة ضابط ثان، ثم اخذ يتدرج في سلم المسؤوليات والقيادة إلى أن أصبح قائد المنطقة الرابعة.
 وفي معركة دوار "الشواقرية"، الشلف حاليا، ارتقى البطل شهيدا، على اثر اكتشاف العدو لمخبئه، وبعد مقاومة شديدة. ونظرا لعدم تكافئ قوة الطرفين، شاء القدر أن ينال الضابط عبد الرحمان كرزازي الشهادة في هذه المعركة، وكان ذلك في الخامس عشر من شهر أوت سنة 1961.