بعد أيام من تمكن القوات الفرنسية الغازية من النزول في سيدي فرج، جرت وقائع معركة هضبة اسطاوالي على مسافة سير ساعة من سيدي فرج في 19 جوان 1830.

فبعد أن تمكنت قوات الغزو الفرنسية من النزول في سيدي فرج ولم تعترضها أية مقاومة عنيفة أثناء تنظيم صفوفها بسبب كثافة نيران مدفعية أسطول الاحتلال من جهة ثم بسبب للخطة العسكرية غير المحكمة التي فرضها الآغا من جهة اخرى.
وأمام هذا الوضع اتخذت القوات الجزائرية معسكرها عند هضبة اسطاوالي في إنتظار استكمال تجميع القوات ومنع تقدم القوات المعادية نحو مدينة الجزائر ومنعها من تنظيم هجوم خاطف.
تمثلت الخطة التي أعدها إبراهيم آغا قائد الجيش الجزائري في القيام بهجوم على جناحي قوات العدو، وفي صبيحة 19 جوان إستعد الجيش الجزائري لخوض المعركة التي قررها الآغا وباشر في الهجوم بنيران المدفعية المتمركزة في وسط المعسكر وكان ميمنة الجيش بقيادة باي قسنطينة وميسرة الجيش بقيادة باي وهران.
وتراوح عدد الجيش النظامي بين 4 و6 آلاف وتقدم الجنود الجزائريون للهجوم مرددين الله أكبر واجتازوا الوادي الذي كان يفصلهم عن الكتائب المعادية وتمكنوا من السيطرة على مواقع العدو الأولى، وفي حدود الساعة العاشرة قامت قوات العدو بتغيير الموقف بتراجع ميمنة جيشهم إلى الخلف بغية عزل القوات الجزائرية وتشتيتها وكانت أخطر عملية حددت مصير المعركة هي الهجوم المضاد على ميمنة الجيش الجزائري فاضطرت قوة المشاة وتبعتهم قوات الفرسان أدى إلى الفوضى داخل الصفوف واستغل الغزاة هذا الوضع وتقدموا بسرعة نحو المعسكر اسطاوالي المحمي ببطاريتين فقط وثمانية مدافع سيطروا عليها ثم هاجموا المعسكر دون مقاومة لأن الفارين توجهوا نحو العاصمة.
 لقد تصدت مدينة الجزائر منذ عدة قرون لحملات عسكرية لكن هذا الهجوم التي تعرضت له من الخلف وبدون دعم البحرية الجزائرية لم تتمكن من صد هذه الحملة وسقطت في 5 جويلية 1830 وبعد 132 سنة استعادت الجزائر سيادتها واستقلالها.