- التفاصيل
- الزيارات: 999
الشهيد علي النمر 1925-1958
ولد علي النمر في 16 مارس1925 في مشتة أم الرخاء بدوار حيدوسة قرب مروانة بالبلدية المختلطة بلزمة أو كورناي، التابعة لولاية باتنة في سلسلة جبال الشلعلع، ابن مختار بن علي كان عاملا في أحد المناجم قرب قريته، واين الطاوس حجام من بلدية افرحـونن ولاية تيزي وزو.
التحق بكتاب القرية لحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، ثم انتقل به والده الى مدينة باتنة . وفي مدرسة الأهالي بمدينة باتنة واصل تعلمه باللغتين العربية والفرنسية استطاع أن يتقن القراءة والكتابة باللغتين معا.
عاش مرحلة طفولته كغيره من الشباب الجزائريين في الحرمان وضنك العيش الذي فرضه الاستعمار الفرنسي على سكان المنطقة خاصة لاسيما بعد ثورة 1916 في كل من مروانة وباتنة وعين التوتة وما جاورها، أين شدد الاستعمار قبضته الحديدية على السكان فكان علي النمر كبقية الوطنيين يتابع عن كثب هذا الوضع غير الطبيعي الناتج عن انتقام العدو من السكان .
رغم صغر سنه اضطر إلى البحث عن عمل لمساعدة عائلته وعمل في الشركة الصناعية للقبائل الصغرى التي كانت تقوم باستغلال الخشب لمدة ست سنوات كعامل متخصص في النجارة، تزوج سنة 1943 بالسيدة العلجة لوشن بنت فرحات من عين التوتة وهي أخت الشهيد الطاهر لوشن، أنجب طفلا وحيدا منها وقد كرر الزواج أثناء الثورة التحريرية بأرملة شهيد في المنطقة الثانية بآريس عندما كان على رأس المنطقة، ولم يخلف الأولاد من الزوجة الثانية.
نضاله السياسي قبل الثورة
انضم إلى حزب الشعب الجزائري سرا سنة 1943 بباتنة ثم واصل نضاله وتعاظمت مسؤولياته ومهماته داخل حزب انتصار الحريات الديمقراطية ضمن خلية مدينة باتنة ثم في الخارج، إذ في أواخر سنة 1948 هاجر إلى فرنسا تحت غطاء البحث عن العمل في أوروبا لتجنيد المناضلين وتوعيتهم فاستقر بمنطقة الزاس ووراين كمسؤول يشرف على عدد من الخلايا التي كان يرأسها كل من لوشن الطاهر والعائب عمر ومحمد حرسوس المدعو بوحة، بينما كان شيحاني بشير يتصل بالمناضلين وينسق النشاط بينهم في الجزائر وفرنسا.
بعد أكثر من سنتين قضاها في فرنسا عاد إلى باتنة، واصل نشاطه السياسي كمسؤول عن عدد من الخلايا، إلى جانب ممارسته لنفس المهنة كنجار في شركة أمريكية وقام بتنظيم اضراب عمالي كبير في الشركة، كما ساهم في التحضير والدعاية لانتخابات 1948 التي ترشح فيها مصطفى بن بولعيد وعندما وقع الانشقاق في حركة انتصار الحريات الديمقراطية .
كان نشاط الشهيد على النمر محل ملاحقة واهتمام من طرف القوات الاستمعارية، إلا أن شدة كتمانه للسر وحنكته وذكائه جعلهم يعجزون عن كشف المهام التي كان يقوم بها من جهة وقوة ثقة المناضلين فيه وحبهم له من جهة أخرى. كما كان يتمتع بثقة كبيرة لدى مصطفى بن بولعيد
نشاطه في الميدان الرياضي:
توازيا مع النشاط السياسي ولج البطل النشاط الرياضي من أجل تعبئة وتكوين الشباب وغرس الروح الثورية في نفوسهم، حيث انخرط في صفوف الفريق الرياضي الباتني لكرة القدم سنة 1944 ومارس فيه نشاطه كلاعب ماهر ممتاز إلى غاية 1948 أين توجه إلى فرنسا للقيام بمهمة نشر الوعي السياسي في أوساط المناضلين هناك، وساهم علي النمر في تجنيد أعضائه وتكوينهم وشحن نفوسهم بالروح الوطنية والثورية، وقد حل الفريق وانقطع عن نشاطه في جانفي 1955 حيث التحق جل أعضائه بصفوف جيش التحرير الوطني.
علي النمر وتفجير الثورة:
النمر من المناضلين الذين أسندت لهم المهمة السياسية في أواسط الجماهير الشعبية لدعم الجانب العسكري للثورة ماديا ومعنويا . في الأيام الأولى من تفجير الثورة ألقي القبض على بعض المناضلين من الأحزاب الأخرى حيث حملوا علي النمر بالتحضير للثورة مما أدى إلى ملاحقته من طرف بوليس العدو واعتقاله في 11/11/1945 وسجنه في باتنة حوالي ثلاثة أشهر وتعذيبه ومحاكمته وكان المحامي المدافع عنه اليهودي (قج) المعروف ولم تتمكن فرنسا من معرفة الدور الذي كان يقوم به فاضطرت إلى إخلاء سبيله في شهر فيفري 1955. وبعد أيام عالج فيها آثار التعذيب التي تعرض لها في السجن، وبعد أن تأكد أن قواة الاستعمار الفرنسي لم تعد تمهله وظلت تلاحق تحركاته التحق بالعمل العسكري في صفوف جيش التحرير، إلى جانب إخوانه المجاهدين في أوائل شهر مارس 1955.
عمل البطل على نشر وتوسيع رقعة الثورة وتوجه إلى الولاية الثالثة مع القائد الشهيد محمد لعموري ثلاث مرات أولاهما في بداية 1955 للتنسيق والتعاون على نشر لهيب الثورة ودعمها .والمرة الثانية في نهاية ربيع 1956، التقى بالقائدين سي عميروش وعمران. ومكث هناك ما يزيد عن عشرين يوما وشارك في بعض المعارك التي وقعت مع المصاليين في جرجرة. وبعد مؤتمر الصومام سافر للمرة الثالثة إلى القبائل الكبرى، وقد حضر عددا من الاجتماعات من مسؤولي منطقة القبائل في قرية أفرحونن بتيزي وزو بين 1 و11 جانفي 1957. كلف القائد علي النمر بمهمة الاتصال بمنطقة القبائل الكبرى بسبب معارفه الكثيرة بهذه الجهة لأن أخواله من هذه المنطقة وقدرته على الإقناع، حيث يعتبر مفاوضا محنكا وسياسيا بارعا كما يصفه زملاؤه ورفاقه في الجهاد.
استشهد علي النمر في مركز قمة رأس ام كلثوم بشيليه بعد كمين للعدو الفرنسي اين دارت معركة طاحنة دامت اكثر من يومين استشهد اثنائها 11 مجاهدا من بينهم علي النمر، و لم تكتف قوات الاستعمار الفرنسي بالنيل منه فحسب بل قامت بل اخذت جثمانه الطاهرة بمفرده الى قبيلة يابوس وعلى مرأى كل السكان قامت برمها في مكان وسخ نكاية به يوم 05جوان1958.